آخر التعليقات

معاينة

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

كل قرد في عين أمه غزال



  المعارضة في بلاد الغرب الديمقراطية غير المعارضة في بلادنا , بل قد لا تمت لها بصلة  ربما لاختلاف المفاهيم والطباع والأمزجة والعادات والتقاليد وطرق التفكير. فمعارضتنا معارضة بمعنى الكلمة , نعارض الأبيض لأنه ابيض ونعلم أنه ابيض ولكن مادام خصومنا يرونه ابيض فإننا بدافع  الأنانية السياسية نصر على  إن نرى الأبيض اسودا ونعارض لدرجة الاشتباك بالأيدي كل من يراه غير دلك .
حتى عندما نؤثث الحكومة بحضورنا الهزيل والباهت مع حلفاء سياسيين في تآلف كتآلف الثعالب مع
الذئاب لا يجمع بيننا فيه إلا الابتسامة الصفراء ومصافحات بالأحضان تفوح برائحة النفاق والمكر السياسي, فإننا  لا نتمالك أنفسنا عن معارضة رفاقنا في الحكومة , نبدي لهم غير ما نخفي من دعوات صادقة بأن يفل نجمهم و يخيب مسعاهم ,ونشعر بسعادة غامرة  وبإحساس بالرضي يفوق شماتة  المعارضين حينما يتعثرون في انجاز مشروع أو يفشلون في تنفيذ  خطة  ونبدي أسفا كاذبا وحزنا خادعا لنقنعهم بتضامننا معهم  .كما نصطنع الابتسامة العريضة و التشجيع  الكاذب عندما يحققوا شيئا  غير ذي قيمة . وقد نضطر إلى مغادرة مقاعد الحكومة الوثيرة ذات  الكرم الحاتمي إلى مقاعد البرلمان المهجورة إلا من برلماني يغالب النوم  حتى يسقط برأسه على المنضدة ولا يستيقظ إلا على مطرقة رئيس الجلسة وهو يهوي بها ليدعو الحاضرين القلة إلى التزام الصمت في قاعة فارغة أو تكاد.
     وما إن نجتاز عتبة  مقر الحكومة  حتى نبدأ في التبخيس  من عمل الحكومة وتسفيه رئيسها  والكيل له  من  الشتائم و الأوصاف القبيحة  ما لم يقله جرير في الحطيئة . ونعترض على برامج وخطط وضعناها أو شاركنا في وضعها ونتراجع عن التزامات وتعهدات بصمنا عليها بأصابعنا العشرة, داعين للحكومة  الجديدة بالويل والثبور وعظائم الأمور. ووصمها بالفشل الدريع  وأعضاءها الجدد لم يجلسوا بعد على مقاعد لا تزال دافئة بحرارة أجسامنا المترهلة.
   هده هي معارضتنا المنبثقة من ديمقراطيتنا  التى لا نفتأ نتغزل بقوامها ولا نرى عورها وقبحها وهي تجر رجلها العرجاء ولا تستطيع أن  تحبوا حبوا سليما  فما بالك بالمشي المستقيم . نفتخر مزهوين و نتباهى بها في أروقة  منظمة الوحدة الأفريقية وننتشي انتشاء الطاووس ونصرخ بملء فينا أن ديمقراطيتنا الشمطاء  الغائرة العينين أفضل من ديمقراطية الغرب الشقراء. وما المانع مادام   كل قرد في عين أمه غزال.

ندعوكم لزيارة موقع مجلتنا رصانة الخبر على الموقع التالي 
www.rasanatou-alkhabar.blogspot.com

هناك تعليق واحد: