الواقع ان المغرب يختلف كثيرا عن الأقطار التي عرفت ثورات الربيع العربي .فالنظام في المغرب نظام ملكي يستمد مشروعيته التاريخية الضاربة في القدم من دعامتين اثنين وهما البيعة و إمارة المؤمنين و عبرهما ترسخ في وجدان جل المغاربة أن المغرب لا يمكن إلا أن يكون نظاما ملكيا .
وبالرغم من إن هده المشروعية ثابتة وراسخة فان الحكم قد يعرف قوة أو ضعفا حسب صلاحه ومدى التصاقه بالشعب و العمل على توفير العيش الكريم والعدالة الاجتماعية لا سيام بالنسبة للطبقات الفقيرة والمعوزة.
ولعل خير دليل على دلك ، دسائس القرون الماضية و ما أكثرها ،والا نقلابات العسكرية التي عصفت بالكثير من الأنظمة الملكية في القرن الماضي والتي لم يسلم منها المغربـ ولم تزد الملكية المغربية إلا تجدرا ولم تزد الشعب إلا قناعة بان المغرب لا يمكن أن يكون إلا ملكية تتفاعل مع زمانها ومحيطها .
فالحراك الإسلامي الذي تعرفه المنطقة لا يؤثر ولن يؤثر على كنه النظام إن لم يزده قوة وترسيخا من خلال مناعة اكتسبها من خلال تاريخه الطويل. و هده المناعة تجلت في مناسبات عدة وكانت الغربال الذي مرت منه عدة تيارات دينيه وغير دينيه متشددة أو معتدلة . كما أن هده المناعة سمحت له وبرصانة من بدء مرحلة التغيير والعبور إلى مجتمع ديمقراطي بسلاسة وشجاعة عز نظيرها في الأنظمة المثيلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق