آخر التعليقات

معاينة

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

وجهة نظر امازيغية



 لا حاجة  لاثبث أنني أمازيغي  فأنا أتكلم اللهجة السوسية  وأفهم قليلا من اللهجة الزيانية وبعض المفردات من اللهجة الريفية .وهناك لهجات أخرى في الجنوب والصحراء  أجد  صعوبة في  فهم بعض مفرداتها وتراكيبها .وبما أن غالبية المغاربة هم في الأصل أمازيغ , ولا يتكلم بعضهم كلمة واحدة من لهجاتهم الأصلية وارتضوا
الدارجة المغربية لغة لتخاطبهم ومعاملاتهم, فقد ارتأى عدد من العلماء و  الجمعيات  أن يخلقوا لنا لغة في مختبر من مختبرات الرباط  عبر إجراء عملية قيصرية  لعدد من اللهجات  المحلية الامازيغية  لتوليد هده اللغة المعيارية المنتظرة .واختاروا لها حرف تفيناغ  لكتابتها دون أخد رأينا كشعب  أو التشاور معنا  بل فرضوه علينا فرضا علتهم في دالك تواجد بعض النقوش القديمة  على بعض الأحجار  وجدران بعض الكهوف.ولا أخفيكم إنني لا استطيع أن أتعرف على حرف واحد كالغالبية الغالبة من المغاربة  .غير إن هناك سؤال يطرح نفسه  كيف استطاعت الدارجة المغربية إن  تنشأ وتفرض نفسها لتصبح اللهجة التي  يتكلمها الغالبية العظمى  من المغاربة  ولايشد عنها إلا النزر  القليل ؟.
 يبدو والله أعلم إن المغاربة حين نشأة الدارجة  قبل 1000 سنة ويزيد لم يحتاجوا  إلى مختبرات وخبراء لغة ولسانيات ليبدعوا لنا هده اللهجة  التي تدرجت عن اللغة العربية الفصحى   ولكن  اعتمدوا فقط على
ü      - قبول اللغة العربية التي كانت في عصرهم لغة العلم والفكر والتقدم  وكان المشرق العربي يحمل مشعل التطور والحضارة.
ü      -  عامل الدين الذي  دخل فيه أجدادنا عن   رضا وطواعية  واحتضانهم للغة القران بشغف وحب ديني 
ü      - العصبية القبلية   التي لم تكن تسمح  للقبائل إن تفرض عليها  لهجات   قبائل أخرى . 
 وهكدا بدأ المغاربة وعبر سنوات عديدة يطوعون لغة تخاطب جديدة وتوليد مفرداتها ومعانيها من تزاوج اللغة العربية و اللهجات البربرية المختلفة  السائدة أنداك . وهكدا رويدا رويدا  نشأت الدارجة التي يتخاطب بها اليوم السوسي والطاطي والزياني و الريفي  الخ ولم تفرض الدارجة فرضا ولم ينضر لها احد  بل خلقت بطريقة عفوية وهدا سبب اْنتشارها  واستمرارها إلى اليوم .
غير إن أللافت للنظر إن أجدادنا القدامى  لم يكونوا متعصبين للهجاتهم تعصب عدد من الفاعلين والجمعويين اليوم ولم يكونوا ضيقي الأفق  رغم قصر المدة التي  احتكوا فيها بالعرب  الوافدين و المحتضنين عن رضا وليس العرب الفاتحين كما يدعي البعض  .فلو كانوا فاتحين  لما  انتشر دينهم وثقافتهم ولغتهم .فقد سبقهم  الوندال و الرومان بلغتهم وديانتهم المسيحية التي كانوا حريصين على إدخال الناس فيها بالقوة  . فا ند رست لغاتهم  و اندثرت أثارهم ولم يبق منها إلا اطلال تشكو اثر الزمان .
وهكدا مصر أجدادنا الأمصار وصنعوا حضارة وصل صيتها أصقاع إفريقيا واروبا , ولا تزال أثارها  شاهدة إلى يوم  على أصالتنا و عمق حضارتنا المغربية.
الخلاصة أن اللغة الدارجة تطلب خلقها وانتشارها عشرات السنين  لكي يستقيم غصنها ويشتد عضدها  فكم عدد السنوات التي ستتطلبها هده اللغة المعيارية  المختبرية  التي تتعكز على  مفردات  ملتقطة من لهجات مختلفة ورسم حرفي آت من الزمن الغابر و المراد فرضها على البلاد والعباد   لكي يتم تداولها  عن رضا وقبول ,  والتخاطب بها  شانها شأن الدارجة المغربية.  أم ستبقى مقتصرة على فئة ضيقة من الأكاديميين وجماعات أقل من القلة.  
 الأكيد إن الفترة المطلوبة ستعد بعشرات السنين  في عالم  مجنون يتطور بسرعة البرق  وتصارع  البقاء فيه لغات  عريقة ونافدة لها من الحضور والمراجع والمؤهلات  مالا تستطيع  هده اللغة المعيارية المبشر بها  توفيره  ولو بعد إلف سنة   . ولكن حينها  سيكون فاتنا القطار كالعادة بعد التيه في متاهات التجريب والاختبار وإسقاطات  لايمكنها ا لان تختلس صورا جامدة  لهنيهات  من  الواقع الحقيقي المتدفق عبر الزمن المعاش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق